{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا} قال ابن عباس: أبخلتم؟ والمعنى: أخفتم العيلة والفاقة إن قدمتم {بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا} ما أمرتم به {وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} تجاوز عنكم ولم يعاقبكم بترك الصدقة، وقيل الواو صلة مجازه: فإن لم تفعلوا تاب الله عليكم ونسخ الصدقة قال مقاتل بن حيان: كان ذلك عشر ليال ثم نسخ وقال الكلبي: ما كانت إلا ساعة من نهار.{فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} المفروضة {وَآتُوا الزَّكَاةَ} الواجبة {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} نزلت في المنافقين تولوا اليهود وناصحوهم ونقلوا أسرار المؤمنين إليهم. وأراد بقوله: {غضب الله عليهم} اليهود {مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ} يعني المنافقين ليسوا من المؤمنين في الدين والولاء، ولا من اليهود والكافرين، كما قال: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} [النساء – 143] {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} قال السدي ومقاتل: نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق كان يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجره إذ قال: يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعيني شيطان، فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق العينين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «علام تشتمني أنت وأصحابك»؟ فحلف بالله ما فعل وجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه فأنزل الله عز وجل هذه الآيات، فقال: {ويحلفون على الكذب وهم يعلمون} أنهم كَذَبَة. {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُم سَاءَ مَا كَانُواْ يَعمَلُونَ}.